لغة القالب

ثورة العشائر مع اهل حماه وحمص ضد الفرنسيين


في حماه مع الموافقة على جميع الشروط و تحديد غرة تشرين الأول 1925م كموعد لإعلان الثورة على عجل في حماه , و مع الاتصالات المكثفة و الاجتماعات بين الأعيان الثائرين تقرر بدء الثورة في 30 أيلول باجتماع بحي الحاضر لكن الاجتماع لم يتم بسبب الخلاف في تغيير أماكن التجمع و عاد الضابط فوزي القاوقجي لمكان إبعاده بين العشائر في البادية حتى لا يفضح أمر بعد أن قطعت أسلاك الهاتف ليلا ً في المدينة عدا تلفون سكة الحديد , و تأجلت الثورة حتى ليلة 4/10/1925م لذلك شاعت أخبارها في المدينة فتحصن الفرنسيون في الثكنات و رحلوا عائلاتهم من المدينة , و في الموعد الجديد وصل القاوقجي من الريف ليلا ً إلى دار سعيد الترمانيني و تم الاجتماع بدار عبد الرحمن المط في حي الحاضر حيث أطلق القاوقجي الرصاصة الأولى و قاد شبان الحاضر السيد مصطفى عاشور إلى بستان العدسة لمهاجمة ثكنة المرابط , و كان في حماه عدد من ثوار مدينة حمص منهم عبد الهادي المعصراني و فؤاد رسلان الذين كانوا يخططون لقيام الثورة في مدينة حمص . و بدأ الثوار بالاستيلاء على مخافر الشرطة في حي الحاضر و دار الحكومة في حماه و أطلقوا السجناء , و هنا يقول الشهبندر بمذكراته عن رسالة من فوزي القاوقجي في حماه جاء فيها : في نحو الساعة الثامنة مساءً دخلنا حماه و هاجمنا جميع المخافر و تسلمنا أسلحتها , قبضنا على الدرك و الشرطة ثم سرنا إلى دار الحكومة حيث فيها كل قوة الدرك و فرقة من الجيش المختلط فهاجمناها أيضا ً , و بعد معركة دامت حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل استولينا عليها عنوة و أحرقناها و قتلنا من فيها من الجنود , ثم أخذنا نستعد لمهاجمة المواقع العسكرية الحصينة , و في الصباح خرج فرسان العدو من الثكنات لملاقاتنا فرددناهم بخسارة عظيمة بعد معركة دامت نصف ساعة على جسر السرايا , ثم طوقنا الثكنات فبدأت المعركة تشتد و النجاح حليفنا حتى تكبد العدو خسائر فادحة و فقد أكثر من ثلثي جنده , و استسلم بعض المحافظين خارج الثكنات مع رشاشاتهم و لم يعد في طاقة المحصورين الدفاع . ثم وصلت طائرات العدو فأخذت تلقي قنابلها على المدينة فأسقطنا منها طائرتين , و قبيل الظهر وصلت نجدات قوية تمكنت من إنقاذ المحصورين بعد معارك دامية . و قد ازداد أخر الأمر عدد الأعداء زيادة عظيمة أدت إلى امتناع الكثيرين من وجوه المدينة الذين جبنوا و حافظوا على الحياد عن القيام بوعودهم و عهودهم , و لما أصبح الاستيلاء على الأماكن المملوءة جنودا ً متعذرا ً قررنا الانسحاب لخارج المدينة لنقوم بالحركات الثورية مشتركين مع البدو , كانت خسائر العدو لا تقل عن أربعمائة بين قتيل و جريح في حين كانت خسارتنا خمسة و ثلاثين . و في ليل السابع من الشهر انسحبنا إلى جهة الشمال و جعلنا عربان الموالي على مهاجمة الفرسان الفرنسيين المتحصنين في مركز قضاء المعرة , و بعد معركة دامت أربع ساعات قهرنا العدو و غنمنا منه 35 رأسا ً من الخيل و 42 بندقية و غير ذلك , و قد خسر العدو بهذه المعركة ثلاث ضباط فرنسيين و سبعين جنديا ً و خسارتنا بدوي واحد . في 6 تشرين الأول 1925م أذاع قائد الموقع الفرنسي في مدينة حماه بلاغا ً بإخضاع المدينة للأحكام العسكرية و منع التجول , فانسحب القاوقجي باتجاه عرب الموالي الذين قبضوا عليه و كادوا يسلمونه للفرنسيين لولا تدخل الشيخ سلطان الطيار الذي أنقذه منهم فاتجه نحو البادية و القوات الفرنسية تلاحقه حتى لجأ إلى العراق عند شيخ قبيلة الدليم و كان القاوقجي يعرفه سابقا ً .و كان من القاوقجي في الرحلة المجاهد مصطفى الذيب السبسبي و أحد المجندين في سريته , كان يرسله ليجاب الصحف من بغداد ليعرف أخبار الثورة في الجبل . و لما علم أن الثورة امتدت إلى الغوطة و إقليم البلان و إلى جبال لبنان و وادي التيم , غير شكله مع رفاقه و امتطى راحلة حتى وصل إلى الضمير بعد حوالي شهر و منها إلى الغوطة حتى التحق بقيادة الثورة في الجيب .
مارس 27, 2019

عدد المواضيع