الأمير ذعار العبد الرزاق الأبو ريشه
المجاهد المغوار
الأمير عبد الرزاق الحمدو أل ابي ريشة ، (الملقب ، المدروج)
ولد عام /١٩٠٠/م البادية السورية ، ومنذ نشاة ، الأمير عبد الرزاق ، كان ذو فكر واسع وخيال بعيد ، يعيد المدى ، وأطباع قائد عسكري ، يحترم الأكبر منه والأصغر منه ، وكان الأمير منذو صغره يحب ركوب الخيل ، ويتدرب على السلاح الحربي ، والسيف والرمح ، وهو وحيد لأبيه ، وعند شبابه ، بدأ يطارد الفرنسين أينما رأهم ، فكان أهله يخافون عليه ، من مطارته لهم ، لأنه كان صغير السن ، ولكن أفعاله كانت كبيرة
،فأصبح الأمير عبد الرزاق قائد المقاومة ، ضد الاحتلال الفرنسي، فكانت أول موقعة له كبيرة مع الفرنسين ، في منطقة معرة النعمان ، التابعة لمحافظة حلب أيامها ، فكبدهم خسائر كبيرة فوصل الخبر إلى الجنرال الفرنسي ، بهاذه العملية الكبيرة ، وعلم أن الأمير عبد الرزاق أل أبي ريشة ، قائد قبيلة الموالي هو الذي كسر الحملة الفرنسية ، فغضب شر غضب ، فأمر بأعدامه أو أسره، وبدأت الحملة العسكرية الكبرى ، تلاحق هاذا الأمير ، أينما ذكر لهم فكان مسكنه قرية قطرة عاصمة قبيلة الموالي التابعة لمعرة النعمان محافظة حلب ، وأعطو جائزة لمن يقتله ،من الضباط الفرنسين ، وقال أحدى الجنرالات أنا ساخرج إليه وأنال منه وكان في تلك الأثناء كثير من العشائر لهم تاريخ عريق ، فبدأت الحملة وهي أكبر حملة ، وكان قائد الحملة هو الجنرال الفرنسي حاكم حلب أثناء الزحف على قرية قطرة عاصمة الموالي ،عام /١٩٢١/ وجدو رجال من الموالي العزل ، الذين لايتجاوز عددهم التسع رجال ، من عشيرة الجماجمة ، فعدموهم على الفور ، وكان الأمير عبد الرزاق هو المخطط والمنفذ العسكري ،ومعه فرسان من الموالي ، لايتجاوز عددهم الخمسة عشر رجلا ، وسلاحهم الفردي البارودة والردنبةوالسيف وكان معو رجل مغوار أسمه كلموش ، فقال لهم الأمير عبد الرزاق نخرج لهم خارج القرية ، لنقاتلهم حتى لا نسبب الضرر لأهلنا فكان ذلك فقال كلموش للأمير
* يا عبد مالنا من متقى بحر عجاج التنابيلي * فقال الأمير
* ركبو على الهجز عجيليني .....*
* رصاصنا نافذ يجيد مدلعات المصاريني *
فكانت المعركة حامية الوطيس ، وكان فيها الكر والفر وأخذت المعركة أكثر من ساعات فقضو على الحملة ، بعد أن قتل الأمير عبد الرزاق ، قائد الحملة بذاته ، فرجعو من المعركة رأسهم مرفوع بالنصر والعزة ، وأحتفلت القبيلة بهاذا النصر ، وكان الأمير يقول عند أنتصاره في أي موقعة مع الفرنسين ، أو غيرهم هاذا (النصر من عند الله ) فرد الفرنسين بأبشع رد فبعثو إلى ، قرية ، قطرة ، طيران حربي فأحرقوا القرية ، والأرض بما فيها من مزروعات ومواشي ، وذهب فيها شهداء كثر وكان سلاح القرية تقليديا لايقاوم المدافع والطيران فأنزعج الأمير وهو يقول لأمه معتذرا ،
* الطير بالسما ياربي وش بيدي عليه*
*لاهو خيالن يلحق ولا الموزر يصل عليه *
أرسلو له مترجم الفرنسين يقول له أن لم تسلم نفسك أو تخرج خارج سورية ، سوف نقضي عليك وعلى قبيلتك وأهلك ، وكل من يوالي لك ، فقارن بين هذين الأمرين ، فقرر الخروج وجلا لعند ، المسكة من قبيلة السبعة بالعراق ، عندما رحل الأمير عبد الرزاق إلى عنزة ، أنشد شاعر الموالي
*حر فقع من ديرة سكيك...
عاف المعرة ياديار المهانة...
ياضارب الكونيل مع أوسط الراس..
خذيت حقك ياعكيد النشامة..
ملفاك بيت حول قطرة مبانيه..
يرفض مكاتيب الأجانب وكاد..
ملفاك بيت تلقى البدر قاعد فيه..
أخوان فضة متعبيين الأطراد...
عبد الرزاق بالسيف زين على أبيه
أن كان على جد أو غير جاد...
ياجيشكم ديغول طاح الردى فيه.
بعزم أخو رفعة ضديد الأمعاد..
كن ركب الطوب للرجم غربيه..
أعلقهم ياأبوصفوك نار ورماد...
شرق مع البدوان ياالله تخليه..
ناديتكم يا أمير و أنتم بعاد....
وأحتضنته قبيلة السبعة ، المسكة . وكانو وقتها في المثلث بين سورية والأردن والعراق وكان لايتجاوز ٢٣ من العمر ، فأستغربوا من عمره وهو صاحب الصيت العريق فأحترموه كثيرا، فكان يغزي معهم وهو( العجيد) عندهم لأنه فارس لايشق له غبار ،
أحدى المرات ، الشعلان شيوخ الرولة غزو الأمسكة وأخذو الحلال منهم ولحق بهم الامير عبد الرزاق وفك الحلال وأنشد شاعرهم بحق الأمير عبد الرزاق قصيدة وماحصلنا ألا على هاذه الأبيات ، منها، وهي طويلة ،
.............................
السبر طالعلنا التنبيل
بعيد و الاهو مجاربنا
أن حولو ضولوا تضويل
يلولا أبو صفوق مخربنا
نكس وفزع علينه الخيل
و يا الملاجيف تضربنا
أميرنا يا مورد الجهيل
ياللي على الموت جالبنا
من الصبح لما غشانا الليل
عينا لا نعطي ركايبنا
وكان أيضا يأتي إلى سورية خفيه، ويقاتل الفرنسين ويرى أهله ، فوصل الخبر للفرنسين فأراد الجنرال أن يقابل هاذا الأمير ، ويعقد معه صفقة ويكسبه إلى صفه ، فتدخل الشيخ نواف الصالح شيخ قبيلة الحديدين ، وذهب إلى الأمير عبد الرزاق ، وقال له الجنرال يريد أن يراك ، فما رايك ؟ صفن الأمير عبد الرزاق قليلا وقال له نعم أنا موافق ، سوف أراه كي لايقال الأمير عبد الرزاق ، يخاف من الجنرال ، فأتى الأمير عبد الرزاق والشيخ نواف الصالح من العراق ، إلى سرايا حلب ، فحضر الجنرال أختبار إلى الأمير عبد الرزاق ، حيث وضع جماعة من العسكر عند بوابة السرايا وأمرهم عند وصول الأمير أن يلقموا السلاح لأكتشاف قوة وجرأة الأمير وكان ذلك لكن الأمير عبد الرزاق لم يدر لهم وجه وكان قد جهز طبيب على البوابة ليقيس ضغط فكان ضغطه طبيعيا ، فأعجب الجنرال بهاذا الرجل ، وكان الأمير مرتديا سلاحه الحربي المتعارف عليه وهو البارودة والردنية والسيف ، وكان أيضا في أستقباله شيوخا من القبائل ، فطلب منه الجنرال الكف عن مقاتلة الفرنسين وقدم له العديد من الأغراءات المادية والمعنوية ومنها تقديم الذهب
و العضوية في البرلمان فكان رد الأمير عليه مؤشرا عليه سلاحه وقال هاذا بيني وبينك وأن كان على الأغراءات فأنها بيدي من الشرق الى الغرب، فأعجب الجنرال بهاذا الرد الصادق ، فقال الجنرال للشيخ نواف الصالح ، كم قيمة دية هاذا الرجل فقال له الشيخ نواف ( مئة رجل وخيال ) وقعت كل المسؤلين و ضباط والمفوضين شيوخ القبائل والعشائر الموجودين ، على هاذه الوثيقة ، فعفى عنه وقال له أنت حر ، يا أمير فأتى الأمير إلى أهله وقبيلته وأحتفلوا به ، وكانت قرى الموالي قد أخذت منهم بالقوة ، فقال مقولته الشهيرة (لا أنام حتى أعيد هذه الأراضي إلى أهلها ) وكان دوما ينصر المظلوم ويعيد الحق له * وقد تزوج الأمير من بنت الكنج فرزقه الله منها ولدان الكبير أسمه صفوق والثاني ذعار ، وتابع أمجاده التي ترفع راس كل عربي ،
وقال أحدى المرات . كلوب باشا الملقب أبو حنيك ، أرسل للأمير عبد الرزاق ، وأراد أن يقابل المجاهد والبطل عبد الرزاق الذي ذاع صيته بلبلاد وقابله وطلب من الأمير أن يقف معهم وبصفهم وأعرضوا عليه مبالغ مالية ومعنوية ، فرفض الأمير وقال له بينا وبينكم السلاح ، وأنزعج منه أبو حنيك ، ورجع الأمير إلى قبيلة الموالي ....
وفي عام /١٩٣٣/تأمر . الفرنسين مع نواف الصالح شيخ قبيلة الحديدين . أن يقتلون الأمير عبد الرزاق . لأنه كان قائد قبيلة الموالي . ضد المحتلين الفرنسين . ولأنه قتل ضابط فرنسي وكسرهم في أكثر من معركة. كانت قبيلة الموالي مواقفها السياسية والعسكرية والوطنية ضد المحتلين الفرنسيين . وحرضو شيوخ الحديدين . لينتقمون من الأمير . وأجتمعو الحديدين في قرية البويدر وقالو أربعين خيال من الحديدين وبقيادة نايف الصالح أخوه لشيخ الحديدين . وكان يومها الأمير عبد الرزاق نازل بقرية أبو العليج أو تل عليج ، من قرى الحديدين، وحدو بيت خلاوي كان يريد البادية ونزل يريحون الحلال كم يوم ويشرجون . وجو الخيالة . بقصد ضيوف ومخبين سلاحهم تحت معارف خيلهم . وقام الأمير بدو يستقبلهم وتلقاهم بدون سلاح . على أساس ضيوف وعندما أقتربوا منه أطلقو النار عليه وأردوه قتيلا ، ورجعو الحديدين بأتجاه قرية نواف الصالح البويدر ، وأتى بعض رجال الموالي وأخذو جثمان الأمير عبد الرزاق إلى قرية الحقية . وبعد نقلوه إلى قرية قطرة ودفنوه بقرية قطرة . وما زال قبره موجود للأن وتزوره الناس بلأعياد ....وبعد يومين غارو فرسان الموالي أرادو أن يأخذون بلثأر . من الحديدين ومن الأبراهيم خاصة . وهجموا على قرية البويدر وكانت لهم المصفحات الفرنسية بلمرصار وصدو الهجوم وحمو أل الأبراهيم من الموت ، وبعدها ، هجموا على الحديدين وقراهم ، وذوقوهم الأمرين ، وجلبوا معهم الكثير من الغنائم من ذهب وحلال .......وبعد فترى الفرنسين دفعوا دية الأمير عبد الرزاق ، (ديتة مئة وخيال)
وقال شاعر قبيلة الموالي قصيدة بحق الأمير عبد الرزاق ، بعد مقتله
قصيدة ، الأمير عبد الرزاق
..........................................
ياهيه شدوا يا وجوه المغايير
وتلفون على الي شيمتو مارماها
تلفون أبن عطور زبن الغنادير
طير السعادة سالمن من رداها
وأن أنتخب عوجاه يفني الطوابير
ونلا يع الكياد يرمي حداها
ياماجعف ميلان شكح و مغاتير
ياما ذبح شيخان جضت نساها
أما النصر لله رب المجادير
الكاع يا مندوب شربت دماها
يفارس يا مشكاي كيف التدابير
أمرن كبير ولا يقطع بجاها
وين الأمار وين شيوخ المشاهير
ترا النقا مردود وأني بحشاها
يااا عبد يا زكام وجه الطوابير
يا منطح الخيليين يومن ثناها
والضيغمي حرشان زبن الغنادير
حماي تالي الخيل ساتر كفاهااا
وأخذو سلامي للامار المشاهير
لأبو علي سليمان ريس قضاهاا
راحت على داخول خلى الشوابير
ماهدو الجدعة سابت نساها
وجزاتها بالفين من هالخنازير
نايف عدو الله بساسه بناها
قناص جدي صار صاحب تداوين
و لد الحديدي مايهمه رداها
وعادات أخو رفعة دوح التنبابيل
وأن جاعت العرجة يعشي جراها
ماتذكروني عند تالي الطوابير
مصباح قطرة يوم أشعل ثناها
قولو لرفعة أم الكرون الدعاثير
تحط القبر للحمية سواها
لمن لفو يصفوك مثل المسايير
نواف هد صقور علمه قطاهاا
و الله لو اعلم باللي يصير
لشتت الخيلين وأهلك عداها
جالن علينا معسكرات البسامير
راعي الأمانة وأن طلبها خذاها
......................................
تبكي سروج الخيل راعي العزايم....
نعم الفتى يوم الحرايب يشبون.....
عبد الرزاق اليا دنا الموت هايم.....
لاهاش ترعب غارته كل فرعون.....
جيش الفرنسي ذاق طعم الهزايم.....
في ملحمة قطره غدا الجيش مدفون.....
يوم أجمع الشيخان والكل سايم......
وديه قروم رجال ميه يعدون......
جهاد وسمي المولى
...............................
موالي صقور والمدروج منا ....
نكرم الضيف مانتليه منا .....
عدوانه لو تعدا بقول منا ....
نسيبو عشا لمكشرات النياب...
........................................
هاذه سيرة الأمير عبد الرزاق ، هي طويلة وهاذا مختصر يسير منها ، وسلامتكم
********************
بقلم * أحمد زهمك الفارس
٧/١٢/٢٠١٨ ***********
فبراير 07, 2019
